«عندما تلتقي الطبيعة بالعلم»، شعار رفعه فريق علمي شبابي بقيادة الدكتور أحمد عبيد الطبيب البيطري، صاحب أول فكرة مبتكرة لتدوير المتبقيات العضوية «بواقي الطعام ومخلفات الخضر والفاكهة وغيرها من المخلفات الغذائية» إلى كتله حيوية يستخرج منها أسمدة عضوية ومواد تدخل في صناعة مستحضرات التجميل وتغذية طيور وأسماك الزينة، عن طريق أول مزرعة من نوعها في الجمهورية بمحافظة القليوبية؛ لاستخدام الذباب والحشرات في مجالات الأسمدة ومستحضرات التجميل، حيث تصل إمكانيات المزرعة إلى استخدام 160 مليون ذبابة لإنتاج الأسمدة العضوية وأغذية الحيوانات الأليفة، ومادة «الكايتين» النادرة عالميًا بأيدي مصرية، من خلال خبرات علمية وشبابية مصرية لتغزو بها العالم.
«الوطن» تجولت داخل مزرعة الذباب ونقلت في بث مباشر مراحل استخراج الكتلة الحيوية من الحشرات خاصة الذباب وحشرة الجندي الأسود، التي تعد سابقة بالشرق الأوسط وأفريقيا
أحمد عبيد: مزرعة الذباب والحشرات هي الأولى من نوعها في مصر
يقول الدكتور أحمد عبيد الطبيب البيطري وقائد الفريق العلمي المكون من مجموعة بيطريين وخريجي كليات الزراعة والعلوم والهندسة، إن فكرة مزرعة الذباب والحشرات في مصر هي الأولى من نوعها بهدف توطين صناعة جديدة على مستوى العالم في مصر تكون بديلة لصناعات ونشاطات غير صديقة للبيئة من خلال إنتاج المواد الفعالة من الحشرات والذباب، حيث تعد الحشرة الرئيسية بالمرزعة «الجندي الأسود» من الحشرات أكبر حشرة مفيدة في الكون بعد النحل، وتمتاز بقصر دورة الحياة والأمان حيث إنها لا تنقل أي أمراض وتساعد في قتل البكتريا الضارة ولا تتغذى في الطور البالغ مما يعطيها ميزة نسبية في عدم انتقال أي أمراض.
عبيد: الفكرة تساعد على التخلص من 50 مليون طن مخلفات غذائية سنويا في حال التوسع فيها
وأضاف عبيد أن الطور الآخر للذباب وحشرة الجندي الأسود فهو مصنع استخلاص المواد الغذائية من المتبقيات العضوية وهي عبارة عن «الفاكهة والخضروات والمواد الغذائية وبواقي الطعام»، حيث تنتج مصر سنويًا من هذه المتبقيات أكثر من 50 مليون طن، تسبب كوارث بيئية لا حصر لها وغير مستغلة، ولكن باستخدام مزرعة الذباب والحشرات نستطيع التخلص من هذا الكم الهائل بكل سهولة في ظل توجيهات القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قام بإنشاء أول جهاز لإدارة المخلفات ويشجع الشركات الناشئة في مجالات تدوير المخلفات بأنواعها خاصة العضوية.
عبيد: منتج الكتلة الحيوية المستخرد من الذباب والجندي الأسود له فوائد عديدة
وحول كيفية استخلاص الأسمدة ومادة الكايتين والكتلة الحيوية من الذباب وحشرة الجندي الأسود، أوضح عبيد أن يرقات الحشرات تقوم بتحويل المخلفات العضوية واستخلاص المواد الغذائية منها في صورة كتلة حيوية بها نسبة بروتين تصل 40% ودهون لاتقل عن 36% وكالسيوم وفوسفور، حيث نجح الفريق العملي بقيادته في تحويل الكتلة الحيوية إلى مسحوق جاف لتغذية أسماك وطيور الزينة والحيوانات الأليفية.
عبيد: أناشد وزارة الاستثمار تبني الأفكار خارج الصندوق لتحقيق رؤية مصر 2030
وناشد عبيد الدولة المصرية زيادة تشجيع الشباب على العمل واقتحام المجالات الجديدة وغير المألوفة في مصر، التي تكون دائمًا أفكارًا خلاقة خارج الصندوق للتغلب علي مشكلات البطالة والاعتماد على المنتج المحلي بتكنولوجيا مصرية 100%، مطالبا مسؤولي وزارة الاستثمار بتبني الأفكار الجديدة ومساعدة الشركات الناشئة في هذا المجال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
المهندسة منى: ننتج الكايتين النادر عالميا ويستخدم في مستحضرات التجميل
وأوضحت المهندسة منى رضا من فريق أول مزرعة للذباب والحشرات ومسؤول إنتاج السماد العضوي، أن السماد هذا المنتج من يرقات الذباب وحشرة الجندي الأسود خواص تميزه عن باقي الأسمدة العضوية، فهو كامل ومعزز بمادة الكايتين النادرة عالميًا، وأصبحنا ننتجها بسواعد وأفكار مصرية الآن بفضل الحشرات والذباب، فهو خال من الحشائش والنيماتودا وبه نسبة كربون عالية ونيتروجين مناسبة للأراضي كما يعمل على تنشيط البكتريا النافعة لتثبيت النيتروجين في التربة.
المهندسة مروة: الكتلة الحيوية حققت طفرة في مجال الأسمدة العضوية
وأشارت المهندسة مروة الهباء، إلى أن استخدام السماد العضوي طفرة في صناعة الأسمدة العضوية مقارنة بالكومبوست الذي يحتاج 77 يوما لإنتاجه فيما يحتاج سماد الذباب والحشرات والجندي الأسود أسبوعين فقط، موضحة أنه تم إجراء بعض التجارب الحقلية على فاعلية هذا السماد على نخل البلح في سيوة وأعطت نتائج جيدة سيتم الإعلان عنها قريبًا.
محمد ياسين: لأول مرة تصنيع غذاء أسماك وطيور الزينة والحيوانات الأليفة محليا
وتحدث محمد ياسين مسؤول تسويق مزرعة الذباب والحشرات عن أهمية الكتلة الحيوية المنتجة من الحشرات والذباب وحشرة الجندي الأسود في تغذية أسماك الزينة والمزارع، حيث إنها تعتبر وجبة كاملة من الطبيعة تتغذى عليها الأسماك في أحواض الزينة أو المزارع السمكية وتساعد في تعزيز الألوان والحفاظ على الجهاز المناعي والدوري، وتعد طفرة حيث إنها أول منتج مصري 100% لأسماك الزينة ويساعد تصنيعها محليا علي توفير العملة الصعبة والحد من استيراد طعام طيور وأسماك الزينة مشيرًا إلى أنه تم إنتاج كتلة حيوية مخصصة للبغبغانات والكناريا وطيور الزينة الأخرى حيث انه يعمل على تثبيت الريش وسلامة الجهاز الهضمي وزيادة الخصوبة.