أعلنت دار الإفتاء المصرية انه إيمانا بأهمية الشفافية ودور وسائل الإعلام الموضوعية والمجتمع كحكم عادل على ما تبذله من مجهودات داخليًّا وخارجيًّا من أجل بيان صحيح الدين ونشر الوسطية في الفتوي ومواجهة موجات التطرف والإرهاب والطعن في الثوابت الإسلامية، أصدرت دار الإفتاء تقريرها السنوي الذي يعتبر كشف حساب عما قدمته خلال عام 2015.
وأوضح التقرير السنوي لدار الإفتاء المصرية أن العام 2015 قد شهد جهودًا دؤوبة من الدار وعلمائها الأجلاء، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، من أجل القيام بالدور والوظيفة، وتحقيق الغاية والهدف، وقد استطاع مفتي الجمهورية أن يحافظ على مؤسسية الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة.
كما أوضح التقرير أن العام 2015 يُعد عام الإنجازات الكبرى للدار، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة والمضنية وعلمائها الأجلاء، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، من أجل أداء الدور والوظيفة، وتحقيق الغاية والهدف.
وحول الفتاوى التي أصدرتها دار الإفتاء في العام 2015 ذكر التقرير أن عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية بلغت أكثر من ستمائة وثلاثين ألف فتوي شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة.
وأشار التقرير إلى جملة من الإنجازات التي تحققت في هذا العام ومن أهمها اعتماد دار الإفتاء كمرجعية للفتوى في البرلمان الأوربي كمرجعية للبرلمان الأوروبي فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
كما عقدت دار الإفتاء مؤتمرًا عالميًّا للفتوى في أغسطس، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور وبمشاركة وفود من كبار المفتين والعلماء والفقهاء من 50 دولة، وتم خلال المؤتمر الاتفاق على جملة من المبادرات والتوصيات كان أهمها إنشاء أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالم، ومركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ القادرة على الإفتاءِ عن بُعدٍ، وكذلك إنشاء مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ في الفتوى.
وذكر التقرير ان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية اعلن في الخامس عشر من نوفمبر عن تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم يكون مقرها القاهرة، حيث اعتمدت اللائحة التنفيذية لها، وانتخب فضيلة المفتي بالإجماع رئيسًا لها بحضور أكثر من 30 مفتيًا من مختلف دول العالم، حيث يتم من خلال هذه الأمانة بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد في الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتـزم به المتصدرون للفتوى.
كما أوضح التقرير أن عام 2015 شهد حضور لافت لدار الإفتاء في المحافل الدولية ويأتي في مقدمتها الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي ومنتدى دافوس العالمي والمفوضية الأوربية واليونسكو والبرلمان الدولي للأديان ومراكز الأبحاث الدولية بالإضافة إلي المشاركة في أكثر من ٣٢ مؤتمر دولي حول العالم .
ووفقا للتقرير شهدت صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لدار الإفتاء المصرية طفرة غير مسبوقة في حجم وأعداد المشاركين والمتفاعلين مع تلك الصفحات وهذه المساحات الخاصة بالتواصل والتعارف مع الفئات المختلفة من مستخدمي التواصل الاجتماعي ، وتخطي المشاركين في صفحات التواصل الاجتماعي للدار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مشترك حول العالم.
كما قامت دار الإفتاء المصرية بجهد كبير في التواصل والتفاعل عبر موقعي تويتر ويوتيوب، حيث أتاحت الدار عددا من المواد المرئية والمقروءة في تلك الصفحات بالإضافة إلى نشر الرسالة الوسطية وتوضيح صحيح الدين واحكامه فيما يطرأ ويستجد على الساحة من قضايا ومسائل تهم مستخدمي تلك المواقع وروادها
كما أطلقت الدار العديد من الحملات العالمية على الفضاء الإلكتروني باللغات الأجنبية لتوضيح الصورة الحضارية للإسلام والتي جذبت أكثر من ٢٠ مليون متفاعل حول العالم.حيث بدأتها بحملة عالمية طالبت فيها وسائل الإعلام العالمية- خاصة الغربية- بعدم إطلاق اسم الدولة الإسلامية على مقاتلي داعش واستبداله بمنشقي القاعدة، وكان هدفها تصحيح صورة الإسلام والمسلمين التي شوهتها داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وتعريف الغرب بحقيقة التنظيمات الإرهابية الساعية إلى العنف والترويج للفكر المتشدد.
وفي سبتمبر عقب هجمات باريس الإرهابية أطلقت دار الإفتاء صفحة رسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحمل اسم “Not In The Name Of Muslims”، موجهة لغير العرب تشرح تعاليم الإسلام وتبين الفرق بين الإسلام الحق والتصورات المشوهة التي تروجها الجماعات المتطرفة في الغرب، وكانت الحملة بثلات لغات هي الإنجليزية والألمانية والفرنسية.
وفي ديسمبر وتزامنًا مع ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أطلقت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني بالإنجليزية، وصفحتها على “فيس بوك” حملتها العالمية الثالثة باللغة الإنجليزية للتعريف بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم واستهدفت الحملة الوصول إلى 10 ملايين شخص حول العالم من غير المسلمين.
كما أطلقت دار الإفتاء في أكتوبر البرنامج التدريبي الثالث لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، لتدعيم الشباب بالمعارف، والخبرات والمهارات اللازمة، لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة.
واحتفلت دار الإفتاء في شهر نوفمبر بتخريج الدفعة التاسعة من البرنامج التدريبي لتأهيل المبعوثين على الإفتاء، والذي استمر لمدة ثلاث سنوات، حيث تخرج ٢٤ مبعوثًا من جنسيات مختلفة من قارات العالم المختلفة.
كما عقد مركز التدريب أكثر من عشرين دورة تدريبية في الداخل والخارج لتأهيل المفتين على صناعة الفتوي
وقال التقرير :” أرسلت الدار على مدار العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى الخارج شملت دول النمسا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسنغافورة وكازاخستان والبرتغال وأسبانيا وباكستان ودول غرب إفريقيا وأمريكا وجيبوتي والمغرب ولبنان والإمارات واليونان وغيرها من دول العالم، حيث التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء وعقد ندوات ومحاضرات في كبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطي، وعقد العديد من اللقاءات والفعاليات الجماهيرية والإعلامية.
وأوضح أنه لأجل توصيل رسالة دار الإفتاء لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع، ولأجل توصيل الرسالة الإفتائية الصحيحة لعموم المسلمين والتصدي لظاهرة فوضي الفتاوي، شهدت القنوات الفضائية حضورًا مكثفًا لعلماء دار الإفتاء للرد على فتاوى المشاهدين وتساؤلاتهم.
كما صدر عن دار الإفتاء هذا العام مجموعة من الإصدارات التي أثرت المكتبة الإسلامية وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر يأتي في مقدمتها موسوعة الفتاوى المهدية في عشرين مجلد وكتاب يؤرخ لمسيرة الْفَتْوَى بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وكتاب فقه الجندية من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وكذلك أبحاث واعمال مؤتمر الفتوى في مجلدين
كما أصدرت دار الإفتاء أيضا مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية بعنوان “Insight” للرد على مجلة “دابق”، التي تصدرها “داعش”، وأخرى باللغة العربية بعنوان “إرهابيون”، لتفكيك الفكر المتطرف والعقائد الخطيرة التي تعتمدها الجماعات الإرهابية.
ووفقا للتقرير أصدر كذلك مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء كتابه الأول ضمن سلسلة إصداراته لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والذي جاء بعنوان “تنظيم داعش .. النشأة والجرائم والمواجهة”، حيث جاء كتاب مرصد الإفتاء في ستة فصول متنوعة تفند وترد على مزاعم وتأويلات جماعات العنف والتكفير حول العالم وخاصة تنظيم “داعش” الأكثر عنفًا وتطرفًا ودموية بين التنظيمات الإرهابية.
كما أصدرت دار الإفتاء موسوعة تضم نحو 1000 فتوى، تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتجيب عن كل ما يدور في أذهان المسلمين في الغرب، حول مختلف المسائل، بخاصة الشبهات التي يعتمد عليها “داعش” وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وقال تقرير دار الإفتاء المصرية أن الدار قامت بعدة إجراءات ضمن مجهوداتها لمواجهة التطرّف، حيث أنشأت مرصدًا لرصد فتاوى التكفير والآراء المتطرفة التي تعتمد عليها جماعات الإرهاب في تبرير أفعالها الإجرامية، حيث يقوم هذا المرصد بالرد عليها وتفنيدها والتحذير منها.
كما انتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلاً لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرّف
ونظرًا لأهمية الفضاء الإلكتروني، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفحة “داعش تحت المجهر” وغيرها.
وفي عام 2015 اطلقت دار الإفتاء مرصد “الإسلاموفوبيا” في ديسمبر، لرصد الإسلاموفوبيا ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
1.مقالات ولقاءات لمفتي الجمهورية وعلماء دار الإفتاء في كبري الصحف والوكالات الإعلامية العالمية:
كما شهدت دار الإفتاء المصرية حضورًا مكثفًا وتفاعلًا كبيرًا مع عدد من كبريات الصحف والوكالات ووسائل الإعلام العالمية مثل CNNوBBC ورويترز والأسوشيتدس بري والنيويورك تايمز، وكذلك كتابة عدد ٦٣ من المقالات المهمة التي نشرت لفضيلة المفتي في الصحف الدولية مقل واشنطن بوست والإندبندنت ولوموند والتايمز والنيوزويك ولوس أنجلوس تايمز و وول ستريت جورنال و لوفيجارو، وغيرها من الصحف العالمية لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام، ومناشدة المجتمع الدولي بعدم إتاحة الفرصة للمتطرفين في استخدام الدين كأداة ترويجية لأنشطتها غير الإنسانية.
كما وقعت دار الإفتاء خلال العام 2015 سبعة من بروتوكولات التعاون في الداخل والخارج في إطار الجهود الساعية إلى نشر الوعي الديني الصحيح داخلياً وفي أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم وتقديم الدعم الشرعي اللازم لهم
كما قامت دار الإفتاء بإرسال نشرة دينية نصف شهرية باللغة الإنجليزية إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، بالتنسيق مع وزارة الخارجية… وشاركت دار الإفتاء في شهر مايو الماضي في وفد الدبلوماسية الشعبية، الذي زار ألمانيا قبيل زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي برلين، والتقى د ابراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ممثلي البرلمان الألماني، ورؤساء عدة إدارات بوزارة الخارجية الألمانية على رأسها إدارة حقوق الإنسان، لعرض حقيقة تطورات الأحداث في مصر وتصحيح المفهوم المغلوط لديهم حول ممارسات التنظيمات الإرهابية