"كنا نسمع أن رجلًا من هذه الأمة يتكلم بعد موته" هكذا قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رجل من الصالحين في زمانها، يروي قصته ابن أبي الدنيا في كتابه "من عاش بعد الموت"، وهو أخو ربعي بن حراش أحد تابعي الكوفة ومن رواة الحديث الشريف الذي عادت روحه للحياة مرة أخرى بعد أن توفي وبدأ أهله في البكاء عليه والتجهيز لتكفينه.
"كان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا" هكذا يصف ربعي بن حراش أخيه "الربيع"، فيروي انه كان غائبًا ثم عاد إلى أهله ليخبروه أن أخيه الربيع يعاني من سكرات الموت، وحين دخل إليه كان قد فارق الحياة، فجلس عند رأسه يبكيه، لكنه فاجأهم بأن رفع يده وكشف عن وجهه الثوب وقال لهم: "السلام عليكم"، فسأله ربعي متعجبًا إن كانت حياة بعد الموت، فقال الربيع: نعم ، راويًا له ما حدث له في تلك الفترة: "إنى لقيت رَبّى عزَّ وجلَّ فلقينِى برَوْحٍ ورَيحانٍ وربّ غير غضبان وإنه كسانِى ثيابًا خضرًا من سندس وإستبرق، وإنّى وجدتُ الأمر أيسر مما تحسبون ثلاثًا فاعملوا ولا تفتروا ثلاثًا إنى لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسم أن لا يبرح حتى ءاتيَهُ فعجّلوا جهازى، ثم طفا فكأنه أسرعُ من حصاةٍ لو أُلقيتْ فى الماء".
وفي رواية أخرى لتلك الحادثة ينقلها لنا ابن أبي الدنيا أن السيدة عائشة قد بلغتها هذه القصة فصدقت ما رواه ربعي بن حراش وقالت: "كنا نسمع أن رجلاً من هذه الأمة يتكلم بعد موته"، وكذلك نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء تلك القصة راويًا تعليق السيدة عائشة عليها أنها قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يتكلم رجل من أمتي بعد الموت.