حالة من الصدمة سببتها سيدة، بعد اعترافها بخطتها لخطف رجل من زوجته، مؤكدة أن لجأت إلى أحد الدجالين من أجل أن يسحرلهما كي تدب الخلافات بينهما ويضطروا إلى الطلاق، حتى تتمكن هي من الزواج منه، مؤكدة أنها نجحت في تحقيق هدفها في النهاية لكن حدثت تطورات لم تكن تتوقعها بعد 5 سنوات.
السيدة حكت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اسأل مع دعاء" الذي تقدمه الإعلامية دعاء فاروق على فضائية "النهار"، تفاصيل قصتها، مؤكدة أنها سحرت لزوجها للتفرقة بينه وبين زوجته الأولى، رغم حبه للأولى وعدم حبه لها، وبالفعل طلقها وتزوجته منذ 5 سنوات وأنجبت منه توأم.
وتكشف المتصلة، أنه منذ 6 أشهر فقط، تبدلت الأحوال وبدأ أثر السحر في الزوال وطلقها زوجها -على حد قولها-، وعندما ذهبت للشخص الذي أجرت عنده السحر قبل 5 سنوات، أخبرها بأن "السحر اتفك من عند ربنا".
القصة بعيدا عن صدق صحتها واعتقاد صاحبتها بأن الأعمال السحرية هي التي غيرت أقدار حياتها، إلا أن السحر ذكر في القرآن، وتحدث عدد من الشيوخ وعلماء الدين، عن وصفات طبيعية وبعض القراءات الخطوات لطرد السحر والأعمال والجن، لحماية الشخص من أي حسد أو أعمال سحر.
ضعوا ورق لوري تحت الوسائد
يقول الشيخ صبري عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، إن السحر مذكور في القرآن الكريم وبه آيات في سورة البقر تتناول التفرقة بين الزوجين، وهي الحالة الوحيدة التي تحدث عنها القرآن في جزئية السحر.
وأضاف عبادة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي معتز الدمرداش، مقدم برنامج "90 دقيقة" عبر شاشة "المحور"، أن تأثير السحر لا يمكن أن يطول الإنسان إلا بإذن الله، موضحا أن "الأذى لا يتعدى ليشمل الأشياء المادية والقيئ، لكن يشمل تغير النفسية فقط"، مستشهدًا بما قالته السيدة عائشة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أصابه السحر، فكان يتغير وجهه ولا يتذكر مكان وضعه للأشياء، ويعيد الكلام مرة تلو الأخرى.
وتابع: "أي شخص يصاب بالسحر، يٌعالج بالرقية الشرعية وقراءة المعوذتين، كما وصف النبي محمد"، لافتا إلى أن بعض العلماء ينصحون برش رائحة طيبة في المنزل أو إشعال بخور، لأن الجن يهرب من الروائح الذكية، داعيا في الوقت ذاته، إلى رش الماء والملح في المنزل ووضع ورقة اللوري تحت الوسادة والتعلق بأستار الله.
قراءة سيدة آية القرآن تحصن من السحر
يؤكد الشيخ الأزهري أحمد مدكور، في حديثه لـ"الوطن"، إن الشخص ينبغي أن يتعوذ بالله سبحانه وتعالى دائما وأن يحرص على ذكره دائما، وأن يقول "وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ"، والسحر والأعمال لا تضر إلا بأمر الله "وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ".
وذكر مدكور، أن الشخص يجب أن يحرص على قراءة القرآن دائما كما قال الله سبحانه وتعالى "ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا".
الرقية الشرعية والتمر وسورة البقرة
ويضيف بأنه يجب أن يستعين الشخص بالرقية الشرعية والتحصينات، وأن يشغل القرآن في المنزل وقراءة سيدة آية القرآن وهي آية الكرسي في سورة البقرة، وقل "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذاك اليوم سم ولا سحر".
وهناك أشياء مثل رش الملح والخل وإشعال البخور وفتح الشبابيك، لكنها لم ترد في قرآن أو سنة وإنما هي اجتهادات من العلماء والفقهاء ولا يضر فعلها.
الملح والخل
يوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر، إن التعامل مع السحر برش الماء والملح ورش الخل في البيت، وغيرها من الأمور المجربة ليست حرامًا، لكن القرآن أولى بإبطال السحر وطرد الشيطان، مضيفا "دائمًا ما يغفل المُسلم عن ذكر الله وتلاوة القرآن في تلك الأمور".
رش الماء وعيدان البخور
يفضل تشغيل القرآن وقتح الشبابيك وتهوية المنزل وإشعال عيدان البخور يوم الجمعة، تحديدا لإدخال البركة والملائكة للمنزل وطرد الشياطين والغضب، ويمكن رش الماء في أرجاء المنزل وقرآءة القرآن عليه. والمسك لا يضر الشخص فيمكن وضعه في المياه التي يرشها في المنزل، فعن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المسك أطيب الطيب".
حبة البركة ونبات السدر وورق الغار
يمكن طرد السحر والجن بشكل عام من خلال تناول حبة البركة للتداوي، إذ قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء"، وهناك أيضا نبات السدر والذي يمكن وضعه في المياه وشربه أو رشه في البيت، أو ورق الغار.
ويؤكد الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر، أن كل تلك الأشياء السابقة لا يضر فعلها، وهي اجتهادات من العلماء والفقهاء، والتمسك بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية والبعد عن المعاصي وذكر الله دائما، فتلك الأشياء هي المنجي من أذى الأشخاص في الدنيا والمنجى في الأخرة.