recent
أخبار ساخنة

كارثة "رئة الأرض".. حرائق غابات الأمازون الممتدة منذ أسبوع تهدد البشرية






شهدت غابات الأمازون المطيرة في البرازيل رقماً قياسياً من الحرائق هذا العام، إذ قال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe) إن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة به أظهرت زيادة في الحرائق بنسبة 84٪ عن نفس الفترة من عام 2018.



وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، إنه اكتشف أكثر من 74 ألف حريق بين يناير وأغسطس، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 2013، كما لاحظ أكثر من 9500 حريق غابات منذ يوم الخميس الماضي، معظمها في منطقة الأمازون.


وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أن رورايما، أكبر ولاية في شمال البرازيل، مغطاة بدخان أسود، في حين أعلنت "أمازوناس" المجاورة، حالة الطوارئ بسبب الحرائق.
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن نشاط الحرائق الشامل في حوض الأمازون، زاد في كل من "أمازوناس" و"روندونيا"، وانخفض في ولايتي "ماتو جروسو" و"بارا".
وانقطع التيار الكهربائي، يوم الإثنين، في مدينة ساو باولو، على بعد أكثر من 2700 كيلومتر، بسبب دخان حرائق الأمازون.

لماذا توجد حرائق في الأمازون؟

غالبًا ما تحدث حرائق الغابات في موسم الجفاف في البرازيل، ولكنها انتشرت بشكل مرتفع، نتيجة لرغبة الإنسان في إزالة الغابات بطريقة غير قانونية، من أجل تربية الماشية.
ألبرتو سيتزر، الباحث في "Inpe"، أشار إلى أنه لا يوجد شيء غير طبيعي بشأن المناخ هذا العام، أو هطول الأمطار في منطقة الأمازون، ويخلق موسم الجفاف الظروف المواتية لانتشار الحريق، ولكن بدء الحريق هو من عمل البشر، إما عن قصد أو عن طريق الصدفة".
أما ريكاردو ميلو، رئيس برنامج الأمازون العالمي للصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، فاشار إلى أن الحرائق كانت "نتيجة لزيادة نسبة إزالة الغابات في الفترة الأخيرة".

فوائد الأمازون للإنسان والأرض

أكبر غابة مطيرة في العالم هي الأمازون، وهي مخزن الكربون الحيوي الذي يبطئ وتيرة الاحتباس الحراري، كما أنها موطن لحوالي 3 ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ومليون شخص من السكان الأصليين.
تنتج غابة الأمازون حوالي 20٪ من الأكسجين في العالم، وتسمى بـ"رئة الأرض"، بحسب ما ذكرت "bbc".
ووفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية، إذا كان التلف لا يمكن إصلاحه، فقد يبدأ في إصدار انبعاثات الكربون التي تعتبر المحرك الرئيسي لتغير المناخ، الذي قد يسبب كوارث هائلة.

دور الإنسان في حرائق الأمازون

تقول منظمات بيئية وباحثون، إن حرائق الغابات التي اندلعت في الغابة المطيرة البرازيلية، السبب الرئيسي فيها مربي الماشية والحطابين الذين يريدون إخلاء الأرض واستخدامها، بحسب "CNN".
وقال كريستيان بويرير، مدير برنامج منظمة "أمازون ووتش" غير الربحية: "الغالبية العظمى من هذه الحرائق، البشر هم السبب فيها، فحتى في مواسم الجفاف، منطقة نهر الأمازون لا تشتعل فيها النار بسهولة"، وفقا لـ"CNN".
وأضاف "بويرير" أن المزارعين ومربي الماشية، استخدموا النار منذ فترة طويلة، لإخلاء الأرض، ومن المحتمل أن يكونوا وراء الحرائق بتلك الأعداد المهولة التي اشتعلت في الأمازون مؤخرا.
فيما أوضح ألبرتو سيتزر، العالِم في معهد INPE، أن 99٪ من الحرائق ناتجة عن أفعال بشرية "إما عن قصد أو عن طريق الصدفة".
بينما أكدت هالي برينك، عالمة الأرصاد الجوية في "CNN"، أن الحرائق "سببها بالتأكيد الإنسان"، ولا يمكن أن تعزى إلى أسباب طبيعية مثل ضربات البرق.

لماذ يلوم الناس في البرازيل رئيسهم بولسونارو على الحرائق؟

تأتي التقارير عن ارتفاع حرائق الغابات، وسط انتقادات للسياسات البيئية للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إذ يرى العلماء أن منطقة الأمازون عانت من خسائر بوتيرة متسارعة، منذ توليه منصبه في يناير، مع سياسات تفضل التنمية على المحافظة على الغابات.
وتمكنت الحكومات السابقة، خلال العقد الماضي، من الحد من إزالة الغابات، عبر الإجراءات التي اتخذتها الوكالات الفيدرالية ونظام الغرامات، لكن بولسونارو ووزرائه انتقدوا العقوبات، وأشرفوا على انخفاض مصادرة الأخشاب والإدانات بجرائم بيئية.
وفي الشهر الماضي، اتهم الرئيس اليميني المتطرف، مدير Inpe، بالكذب بشأن حجم إزالة الغابات في الأمازون، ومحاولة تقويض الحكومة، وذلك بعد أن نشر المعهد، البيانات التي أظهرت زيادة بنسبة 88٪ في إزالة الغابات هناك خلال شهر يونيو، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفيما بعد، أعلن مدير الوكالة، أنه تمت إقالته بسبب هذا الخلاف.
google-playkhamsatmostaqltradent