recent
أخبار ساخنة

لمة العيلة.. حب وبط ولعب ومحشى.. و«فاضل قد إيه ع المدفع؟»


يوم استثنائى ينتظره أفراد العائلة كل عام، له سحر خاص تفوح منه رائحة الذكريات والحنين لتلك اللمة على طاولة واحدة، تسع الجد والجدة والأبناء والأحفاد والأعمام والخالات، يجلسون جنباً إلى جنب لتناول إفطار أول يوم رمضان معاً، يتشاركون تفاصيله من روحانيات لأكلات مفضلة لحديث يطول وضحكات تتعالى أصواتها وأطفال صغار يفرحون بتلك اللمة التى تحيط بها المحبة.

"رواء": إحنا 41 بنى آدم و32 حفيد لازم نتجمع أول يوم.. "آية": من القاهرة إلى بنها عشان رقاق وكِشك جدتى.. "ماجى": حماتى بتجمعنا.. و"زينب": بنقفل التليفونات والتليفزيون عشان نقعد مع بعض

فى بيت خالة الدكتور رواء المنير، تجتمع العائلة التى يصل عدد أحفادها إلى 32 طفلاً بجانب 41 من الآباء والأمهات وباقى أفراد العائلة، يبدأ يومهم من ظهر أول يوم رمضان بالذهاب لبيت الخالة واصطحاب الخضراوات والفاكهة لطهى الطعام فى بيتها استعداداً لأذان المغرب، أجواء مليئة بالفرحة، الجميع يساعد فى إعداد الأصناف المختلفة، السيدات فى المطبخ والشباب والرجال يساعدون فى تجهيز السفرة وعمل السلطة، بينما الأطفال يلعبون.

يأتى المغترب من العاصمة والمتزوج فى محافظة أخرى إلى مسقط رأسهم بمدينة الحسينية بالشرقية، تقليد مقدس لا يمكن تجاوزه يمتد إلى المناسبات الأخرى كالأعياد وشم النسيم وغيرها، تتسم اللمة بالضحك والهزار واللعب وتبادل أخبار بعضهم، بعد صلاة المغرب فى المسجد وتناول الإفطار معاً ثم أداء صلاة العشاء والتراويح معاً فى نفس المنزل واختيار إمام من بينهم: «فى اليوم ده محدش بيروح مسجد بنصلى كلنا سوا بنات ورجالة وأحفاد».
يتشاركون فى كل شىء حتى إعداد السحور وينتهى يومهم مع أذان الفجر والعودة إلى منازلهم وقلوبهم محملة بالذكريات والتفاصيل التى تظل باقية حتى يتجدد اللقاء: «ممكن نقرر فجأة نطلع على الحسين وشارع المعز ونفضل نتصور طول اليوم ده واحنا فى المطبخ، واحنا بنفطر بنوثق كل لحظة».
تطير آية الجيار من القاهرة إلى بنها فى صباح أول يوم رمضان لتنضم لباقى أفراد العائلة على سفرة إفطار أول يوم رمضان، تترك عملها وكل شىء حتى تحافظ على تلك اللمة التى كبرت عليها فى بيت جدتها لأمها، تأتى شقيقتها من الجامعة وخالها وأولاده من الإسماعيلية والخالة وباقى الأبناء، يحتضنهم مكان واحد ينتظرهم كل عام: «دى عادتنا من صغرنا بنحس فيها بفرحة وأمان». تحكى أن هذا العام غاب فرد من العائلة وهى خالتها بسبب مرض السرطان اللعين الذى حرمهم منها: «هنفتكرها وندعى لها بالرحمة»، يتسع البيت الكبير لجميع أحبائه يجلسون معاً ويتبادلون الحديث وأشهى المأكولات مثل المحشى بأنواعه والبط والديك الرومى والملوخية التى تعدها والدتها والكشك والرقاق الذى تصر أن تصنعهما جدتها بيدها والسمبوسة وغيرها من الأطعمة الشهية والعصائر التقليدية والحلويات مثل القطائف: «لازم تكون عمايل البيت».
بكلمات رقيقة تحكى جدتها محاسن خطاب، عن ذكرياتها فى الشهر الكريم وسعادتها بلمة أبنائها وأحفادها حولها: «بستنى لمتنا دى من السنة للسنة»، تتذكر فى بيت أبيها لم يكن ظهر التليفزيون وكانت تتابع الفوازير على الراديو وتحل لغزها وتنتظر البرامج التى تعقب الإفطار لتسمعها ثم الخروج إلى الشارع بالفانوس الشمعة وتجوب مع الأطفال تعبيراً عن فرحتهم: «كنا بنغنى وحوى يا وحوى ورمضان جانا»، تجلس العائلة لتتابع البرامج معاً والمسلسلات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى.
على مدار 19 عاماً حرص والد «رحاب» على تجميع أبنائه فى أول يوم رمضان لتقاسم الإفطار معاً: «إحنا 6 بنات وولد كلهم متجوزين ومخلفين»، تستقبل أشقاءها فى بيت العائلة بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ تعد لهم الأطعمة حسب رغبتهم ورغبة صغارهم، ثم يتشاركون الحديث والروحانيات وينتهى يومهم بتجديد موعد آخر لتلك اللمة.
تذهب ماجى نور وزوجها إلى مسقط رأسهم مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حيث بيت حماتها التى تحرص على تجميع أبنائها فى هذا اليوم بجانب إخوتها وأبنائهم: «لازم تجمعنا تحت أى ظرف»، تهتم بالتفاصيل وتعد لكل فرد من عائلتها طعامه المفضل وتهيئ لهم أجواء المنزل حتى تستمتع بكل لحظة فى وجودهم قبل مغادرة كل منهم حضنها والذهاب لعمله وحياته: «باجى من القاهرة وأخو جوزى من الكلية وكل واحد فى حتة لازم ينزل مفيش أعذار».
فى هذا اليوم تقرر عائلة زينب سالم غلق التليفزيون والهواتف المحمولة للاستمتاع بكل لحظة يقضونها معاً من أعمام لأخوال لأبناء لأحفاد الجميع يذهب لبيت الجدة فى منطقة فيصل لتناول إفطار أول يوم معاً: «جدتى الله يرحمها كانت معودانا على كده وقررنا نفضل مكملين كأنها عايشة وسطينا».
google-playkhamsatmostaqltradent